
الأول من مايو من كل عام يكون عطلة رسمية في ألمانيا ، حيث تغلق جميع المحال التجارية ، حتى الخاصة بالاحتياجات اليومية مثل البقالة . و ذلك بمناسبة يوم أو عيد العمال ، حيث تقوم فيه النقابات العمالية بتجمعات و مظاهرات تقليدية تنظم في هذا اليوم من أجل التركيز على حقوق العمال في ألمانيا. وينظم اتحاد النقابات منذ عام 1949 نشاطات وفعاليات عيد العمال في ألمانيا.
و يعود تاريخ عيد العمال إلى عام 1886 حيث نادت الحركة العمالية إلى أول إضراب عام في الولايات المتحدة الأمريكية و الاحتجاج للمطالبة بثماني ساعات عمل يومية بدل 14 ساعة، وأثناء الاحتجاجات قتل العديد من المتظاهرين. وبعد أربع سنوات أي عام 1890 تظاهر الملايين حول العالم في الأول من مايو.
و في ألمانيا أيضا أصبحت المطالب في مظاهرات عيد العمال لا تقتصر على حقوق و مطالب العمال، فالمظاهرات التي نظمتها النقابات عام 1978 في مدينة درتموند كانت تطالب بإصلاح النظام التعليمي بحيث يستطيع أبناء الطبقة العاملة أيضا دخول مدارس تؤهلهم للحصول على شهادة الثانوية العامة والدراسة بالجامعة فيما بعد.
إلى جانب التجمعات والمظاهرات التقليدية في ألمانيا، يكون هناك احتجاجات أخرى مختلفة تنظمها “الكتلة السوداء Black Bloc” للمتطرفين اليساريين واليمينيين. وتتخلل هذه الاحتجاجات أعمال شغب وتخريب وإصابات واشتباكات مع الشرطة.
و يعد عيد العمال بالنسبة للكثيرين في ألمانيا يوم عطلة سعيدة يقضونها مع الأصدقاء والعائلة. ومن هذا المنطلق تنظم العديد من الاحتفالات الجماهيرية والمهرجانات، مثل “My fest” الذي ينظم كل سنة في برلين منذ عام 2003، ويأتي تنظيم هذا المهرجان ردا على الاحتجاجات الغاضبة التي تتخللها أعمال عنف وتخريب.