عيد الفصح في ألمانيا : تقاليد دينية وثقافية ممتزجة
عيد الفصح في ألمانيا : تقاليد دينية وثقافية ممتزجة
إذا كنت تقضي أول أيام شهر أبريل / نيسان في ألمانيا ، فاحفظ هاتين الكلمتين جيدا : “فروه اوسترن” ، لأنك ستسمعها في الشوارع و المحال التجارية و بين أصدقائك.
“Frohe Ostern” تعني عيد “فصح سعيد” أو ” “Happy Easter”. و عيد الفصح من أهم الأعياد في ألمانيا ، فهو يجمع بين احتفالات دينية مسيحية – قيام السيد المسيح – و بين الاحتفال ببداية الربيع. و يقوم الألمان و غير الألمان ببعض العادات المميزة خلال هذا العيد. هيا بنا لنتعرف عليها..
ليلة العيد ، تضاء شمعة كبيرة بيضاء في الكنائس و تعرف ب “شمعة الفصح” و هذا التقليد هو أحد أهم التقاليد في ليلة عيد الفصح. حيث ترمز نار هذه الشمعة إلى عودة السيد المسيح إلى الحياة وقيامته وانتصاره على الموت ، وكذلك ترمز إلى الإيمان.
أما يوم العيد نفسه – يوم الأحد – ، سوف تستيقظ على أصوات أجراس الكنائس ، التي ستدق معلنة بدء الاحتفال بعيد الفصح و إشارة إلى قيامة السيد المسيح من الموت.
بعد ذلك يقوم الناس بالآتي :
1. تلوين البيض :
يقوم الصغار و الكبار في ألمانيا بتلوين البيض و زخرفته بمواد طبيعيه مثل الشاي أو البهارات أو الأعشاب أو شرائه جاهزا من المتاجر.
و هذا التقليد موجود في ألمانيا منذ قرون. و تم اختيار البيض لأنه رمز للحياة الجديدة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعنى الكامل لعيد الفصح: أي قيامة المسيح.
و في صباح عيد الفصح – يوم الأحد – ، يقوم الآباء بتخبئة البيض المزخرف في الحديقة و يبدأ الأطفال في البحث عنه و هم على قناعه أن أرنب عيد الفصح هو من خبأ البيض. إذن من هو أرنب عيد الفصح؟
2. أرنب الفصح : من الناحية البيولوجية لا يمكن للأرانب حمل بيض الفصح وتقديمه في عيد الفصح، لكنها ومن الناحية الرمزية موجودة للإشارة بحلول عيد الفصح وحلول فصل الربيع و وقت خصوبة الأرض.
يحب الناس أيضا أرانب عيد الفصح المصنوعة من الشكولاتة: لذلك يتم كل عام في ألمانيا إنتاج أكثر من 200 مليون أرنب شيكولاتة ويتم تصدير حوالي 40% منها إلى الخارج.
3. تحضير كعكة حمل الفصح
و بجانب بيض الفصح ، يتم إعداد كعكة على شكل حمل وتقدم في العيد و ذلك لأن الحمل في المسيحية يشير إلى عذاب السيد المسيح وآلامه. ومن الأكلات التقليدية هذا اليوم أيضا هو لحم الضأن واللحم المشوي.
4. تزين شجرة عيد الفصح :
يتم تزيين الأشجار خارج المنازل أو الشجيرات داخل المنازل بالبيض الملون المصنوع من الزجاج أو البلاستك، على غرار شجرة عيد الميلاد. و هذا التقليد يضم رمزين من رموز الحياة : البيض والشجر. و تباع أيضا فروع الأشجار المزينة بالبيض لدى كل بائع زهور في ألمانيا.
5. نافورة عيد الفصح “Osterbrunnen” :
يتم تزيين النوافير العامة في الشوراع ببيض عيد الفصح. بدأت هذه العادة في أوائل القرن العشرين و عادة ما يتم الاحتفاظ بالزخرفة و البيض على النوافير من يوم الجمعة العظيمة حتى أسبوعين بعد عيد الفصح.
6. ركوب الخيل :
يُعد ما يُسمى بـ”ركوب الخيل في عيد الفصح” من الطقوس القديمة في بعض المناطق الألمانية، والذي يتم من خلاله الإعلان عن قيام المسيح.
تعود أصول ركوب الخيل في عيد الفصح إلى القبائل السلافية الوثنية، الذين كانوا يركبون الخيول حول حقولهم في الربيع راجين حصادا جيدا بهذه الطريقة. بعد تحويل السلافيين إلى المسيحية تبنت الكنيسة هذه العادة في عيد الفصح، وما زالت موجودة حتى الآن حيث يتم إحياؤها في يوم أحد الفصح من كل عام في الجزء الكاثوليكي من منطقة لوساتيا الصوربية (المنطقة الواقعة بين هويرسفيردا وكامينتس وباوتسن).
في عيد الفصح ، أكثر الناس في ألمانيا يهدون بعضهم الهديا المتخمة بالسعرات الحرارية من الحلوى والشوكولاتة كذلك أيضا بالبيض. و يهادون الأطفال بأشياء صغيرة مثل الألعاب أو الكتب.
و من عادات هذا العيد أيضا القيام بنزهة عيد الفصح، والتي خلّدها الكاتب الألماني جوته في روايته الشهيرة “فاوست”.