“آخن” عاصمة الإمبراطورية الرومانية في قلب أوروبا
نستكمل جولتنا السياحية اليوم بزيارة لمدينة آخن بولاية شمال الراين ويستفاليا.
تقع مدينة آخن بأقصي غرب ولاية شمال الراين على الحدود مع دولتي بلجيكا وهولندا. مما يجعلها مدينة اوروبية تجمع بين العديد من الثقافات والحضارات الأوروبية.
وتمتد على مساحة 160.8 كيلومتر مربع، ويسكنها قرابة 260 ألف نسمة. أما نسبة الأجانب فيها فتتراوح بين 10 و12% من إجمالي السكان. وتتميز آخن بمناخ معتدل في فصلي الربيع والصيف، وبارد وممطر بدرجة كبيرة في فصل الشتاء.
آخن والملك شارلمان ” مؤسس الإمبراطورية الرومانية”:
ولد الملك شارلمان بمدينة آخن واتخذها عاصمة للإمبراطورية الرومانية المقدسة التي ضمت أراضي فرنسا وألمانيا. ولذلك حظت المدينة بالكثير من الاهتمام، وزخرت بالعديد من المعالم الآثرية الشهيرة رغم صغر مساحتها.
ونظرًا لما يمتلكه شارلمان من مكانة عظيمة بالمدينة، خصصت جائزة سنوية تحمل إسمه تسلم بمبنى البلدية لأكثر شخص قدم جهودًا لقارة أوروبا. ومن أشهر من تلقاها هو المستشار الألماني “أديناور”، والرئيس الامريكي السابق “بيل كلينتون”.
آخن على المستوى الثقافي والتاريخي:
ولعل أشهر معالم المدينة هي “كاتدرائية آخن-Aachener Dom” التي أمر شارلمان ببنائها عام 796. ثم دمرت عام 881 وأعيد ترميمها عام 981 على الطراز القوطي في القرنين الرابع عشر والخامس عشر. وتحتوي على رفات الملك.
كذلك من أبرز معالم المدينة هي بركة ماء كبيرة يعلوها نصب لشارلمان في الساحة الرئيسة مقابل دار البلدية. والذي يعد بحد ذاته من أبرز المعالم المعمارية في المدينة.
علاوة على ذلك يوجد بالمدينة “متحف الصحافة الدولي-Internationales Zeitungsmuseum” الشهير الذي أنشئ ليؤرخ تاريخ الصخافة على مدار 400 عام. ويحتوي على 170 ألف نسخة من الصحف العالمية بكل لغات الأرض تقريباً. ولا ننسى بيت “باول رويترز” صاحب أول وكالة صحافية في العالم.
مدينة آخن والعرب:
ترتبط مدينة آخن ارتباطًا وثيقًا بالعرب والثقافة العربية ترجع أصولها لعلاقة الصداقة التي نشأت بين الملك شارلمان والخليفة العباسي هارون الرشيد. ويقال أنهم تبادلوا الهدايا فيما بينهم، فأرسل شارلمان إلى صديقه هارون فيلاً أبيض وهدايا أخرى.
ورداً على هذه الهدايا أرسل الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى صديقه شارلمان حديقة الأعشاب الشهيرة التي تقع في الجانب الجنوبي من دار البلدية. بالإضافة إلى ساعة ضخمة تتحرك بالقوة المائية.
السياحة العلاجية بمدينة آخن:
ولعل أشهر ما يميز مدينة آخن هي مياهها الوفيرة والصحية التي يقال أن لها قدرة على شفاء أصعب الأمراض. وذلك لأنها تطل على أحر المنابع المائية شمال منطقة جبال الألب. وهو سبب تسميته بهذا الأسم الذي يعود إلى الكلمة اللاتينية (aqua).
آخن والمستوى التعليمي:
أما على المستوى التعليمي فتمتلك مدينة آخن واحدة من أهم الجامعات في ألمانيا وأوروبا وهي جامعة آخن التقنية- . والتي تتميز بمجالات الهندسة والعلوم. والتي يزورها أكثر من 50.000 طالباً وطالبة. ومن الجدير بالذكر أن عدد الطلاب الأجانب لا يقل عن 5000 طالباً وطالبة من العدد الإجمالي. وتعد جامعة آخن من أكبر المدن استقطابًا للطلاب العرب نظرًا لتنووع مجالات الدراسة بها.
نقلًا عن: dw.com/ wikipedia/ youtube.com
اقرأ أيضًا: الأسواق الأسبوعية في مدينة آخن
